الشاعر ابراهيم احمد الحضراني



أ . إبراهيم أحمد الحضراني .. ولد في العام 1919 في قرية حضران آنس بمحافظة ذمار .. تلقى تعليمه الأولي في قريته .. ودرس على والده القاضي الأديب احمد الحضراني الأدب القديم .. والنحو .. والتاريخ .. والعلوم البلاغية والشرعية .. ثم أقبل على الكتب المترجمة فقرأ الآداب العالمية .. وانتقل إلى ذمار ليواصل دراسته في المدرسة الشمسية على يد العلامة إسماعيل بن علي السوسوة .. تعرف خلالها على رفيقي دربه البردوني والقاضي الديلمي .. رافق اباه بعدها حينما ذهب مع عبد الرحمن عبيدالله السقاف الى البيضاء وظل هناك لدى الشيخ الرصاص حتى عاد والده من اندونسيا والهند .. انتقل مع والده الى تعز واختلط بادبائها وشعرائها وتأثر بهم واثر فيهم وكانت له مساجلات أدبية معهم تركت أثرا على حركة الشعر والأدب في اليمن .. والتقى الزبيري في تعز وتبادلا قول الشعر في كثير من المناسبات .. إلتحق بالإمام حيث كان ولي العهد أحمد حميد الدين يجمع النخبة من الشعراء حوله .. واتصل بكبار الأدباء والشعراء العرب واستفاد من اتصاله بهم ..
انخرط في صفوف الاحرار و كان احد نشطاء الحركة الوطنية وظل يعمل في الحقل الوطني بجد واجتهاد حتى تم قتل الامام يحي حميد الدين في صنعاء .. واعتقل في يريم .. وضم الى من اعتقلوا في ذمار .. وسيقوا الى سجون حجة .. وقضى في السجن ثلاث سنوات .
عين وكيلا لوزارة الاعلام عندما قامت ثورة 1962م .. وشارك في كثير من المؤتمرات الادبية في البلاد العربية وزار بعض دول اوروبا وامريكا
والحضراني كان عضوا مؤسسا في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. وكان عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة .. وكان مستشارا ثقافيا في سفارة اليمن بالكويت .. ومستشارا لوزارة الثقافة ..
جمع قصائده صديقه الشاعر أحمد الشامي وأصدرها بعنوان " القطوف الدواني " ..
كتب عنه كثير من النقاد والشعراء .. منهم عبدالله البردوني .. هلال ناجي .. وأحمد الشامي .. وعبدالعزيز المقالح .. وخصصت له مجلة الحكمة عددا كاملا من أعدادها ..
قسم الأدباء والنقاد شعر الحضراني الكفاحي إلى ثلاث مراحل :
* المرحلة الأولى:
.............................
و هي مرحلة الشباب .. ومن قصائده التي كتبها في هذه المرحلة وهو لم يتجاوز العشرين من عمره هذه الأبيات من قصيدة نشرها في مجلة الحكمة اليمانية عام 1939م ..
شمروا ياأمة الضاد / شيوخا وشبابا واحذروا ما يكسب الأعراض / شتما وسبابا وادخلوا للنسر وكرا / ولجوا لليث غابا أمم الأرض غدت / فيها ليوثا وذئابا زاحموا الدعموص في الأرض/ وفي الجو العقابا وتراهم من خيوط الشمس قد صاغوا حرابا

* المرحلة الثانية :
...............................
عندما زج به في سجن ( القاهرة ـ حجة ) على إثر ثورة 1948 م ضد الحكم الإمامي .. ومالاقاه من ظلم واضطهاد وما شاهده من قوافل من خيرة أدباء اليمن وعلمائها .. يساقون إلى ساحة الإعدام في (قاع شرارة) .. سجل الحضراني هذه الحوادث المأساوية في شعره ...
حيث يقول في قصيدة رصد فيها الواقعة المأساوية لإعدام ( البطل جمال جميل عام 1948م ) : ...
حتام ياوطني أراك تضام
وعلى جبينك تعبد الأصنام
وإلام يرتفع الطغاة ويعتلي
عرش التبابيع معشر أقزام
وتظل يامهد الجدود ممزقا
بيد الخطوب تدوسك الأقدام
حتام يمضي للرزية والأسى
عام ويأتي بالفجيعة عام

إلى أن يقول :

ومشى إلى الفردوس مشية مؤمن
يحدوه للأجل المتاح غرام
ورنا إلى دار العدالة قائلا
يامهبط الشورى عليك سلام
لم ينسه الحق الذي من أجله
وهب الحياة الموت والإعدام
حتى إذا مثل الهزبر واحدقت
فرق مضللة وسل حسام

وقال :
كم تعذبت في سبيل بلادي
وتعرضت للمنون مرارا
وأنا اليوم في سبيل بلادي
أبذل الروح راضياً مختارا

* المرحلة الثالثة :
................................
مرحلة مابعد السجون مرحلة الحرية :
وفي هذه المرحلة اتسعت الآفاق أمامه وازدادت رحابها وشدته إلى كونه الداخلي والخارجي أبعاد شتى لعل من أبرزها :
أ) البعد الوطني القومي .. نجده في قوله :
الهوى كان الهوى للوطن
والمنى في نسمات اليمن
يادماء القلب في علته
يابلادي ياشفاء الحزن
نحن في الذكرى وفي الذكرى لنا
شجن أعظم به من شجن
أين منا نسمات السحر
من سفح" صنعاء " وربا "عدن "
وحقول البن تزهو في الربا
وشذى المسك بوادي تبن
يابلادا نبت العز بها
وروى الأمجاد عن ذي يزن

كما أن شعره ينبض بالروح العربية الأصيلة ..
عربي أنا وكل كريم
عربي من أمة الأعراب
وأخي في المنى وان يعز خطب
كان فيه ترسي وظفري ونابي
كلما شطت الديار هفى القلـ
ب اليه في رقة وتصابي
..........................................
وغيبه الموت في العام 2007 فجر السبت 26/11 .. عن عمر ناهز التسعين سنة قضى معظمها في خدمة القصيدة
اليمنية الحديثة و افرغ خلالها جل تجربته الابداعية في تطوير مسار الشعر اليمني الحديث الفصيح منه و العامي .

تعليقات